تبدأ حياة رائد الأعمال بفكرة تقرر من خلالها أن تطرح حلًا لمشكلة تقابل مجموعة من الناس. ومع الوقت تجد نفسك تقرأ في مواضيع لم يخطر على بالك أن تحظى بإهتمامك يومًا. لعل هذا المقال هو أحد هذه الموضوعات.
أثناء عملك على منتج جديد، من الوارد أن يشغلك تصميم أو تنفيذ منتجك عن نقطه مهمة في حياة شركتك، هل يحتاج المستخدم منتجي بالشكل الذي أعمل عليه؟ هل المنتج بمميزاته الحالية يحتاج إلى تعديل؟ في هذا المقال نستكشف سويًا بعض الإجابات التي ستفيدك في تقييم منتجك.
أولًا اختر معركتك بعناية:
في العلوم العسكرية يوجد ما يسمي بال “Beachhead” أو رأس الجسر الساحلي. يعرف رأس الجسر الساحلي بأنه أفضل مكان استراتيجي تحاول القوات الغازية أن تقتحمه لتتمكن قواتها من مهاجة العدو. ويتم اختيار هذا المكان بعناية، فلابد أن يكون ملائمًا للسيطرة على الغزاه ولابد أن تكون هذه المنطقة في مكان استراتيجي يُمكن القوات من السيطرة على باقي الأراضي للفوز بالمعركة.
معركتك هي اختيار سوق مبدأي:
اقتحام سوق جديد يحتاج إلى تخطيط كالتخطيط العسكري، فكلما كانت معرفتك بالسوق ومنافسيك قوية، كلما كانت فرصتك للنجاح أقرب للواقع. تطبيقا لمفهوم ال “Beachhead” على منتجك، فأنت في حاجة إلي اختيار جزء من السوق تقوم بالنجاح فيه أولًا و تستطيع منه تثبيت أقدامك للتوسع في أجزاء أخرى من السوق. اعتمد على النجاح الأولي الذي حققته لتحقيق المزيد من النجاحات واكتساب نسبة أكبر من السوق الذي تنافس فيه.
اختيار السوق:
لتحديد السوق المناسب كسوق مبدأي عليك التفكير في عده عوامل قد تؤثر على نجاحك في هذا السوق:
- وجود عملاء في هذا السوق يستطيعون شراء منتجك، فاختيارك لسوق لا يوجد به قوى شرائية لمنتجك هو أخر ما قد تريده
- عدم وجود منافسة شرسة في هذا السوق المبدئي. حتى لو لم يكن أفضل سوق لمنتجك ولكنه السوق الذي تستطيع السيطرة عليه واكتساب خبرات فيه
- مقدرتك على بيع منتج كامل ومناسب لإحتياجات هذا السوق
- بعد النجاح في هذا السوق، هل من الممكن أن تتحرك في اتجاه أسواق أخري؟
التأكد من ملائمة منتجك للمستخدمين:
وجودك سريعا في سوق مبدأي يتيح لك التأكد من معظم الفرضيات التي فكرت فيها في بداية شركتك. هل التكنولوجيا المستخدمة حاليا هي أفضل اختيار؟ من الممكن ان تكون مهتم بتطوير تطبيق للهواتف الذكية وتفضل أن تختار بدايتك بتطوير تطبيق للهواتف الأندرويد لتكتشف أن معظم مستخدميك من مستخدمين الiOSأو العكس. قد تجد اختيارك لسياسة التسعير الخاصة بمنتجك ليست الأفضل وتحتاج لتغيرها، أو يحدث ما نأمل له جميعا وهو أن تري مدي سعادة المستخدمين بمنتجك واستعدادهم لشراء منتجك وتتجه إلى السوق الأكبر بخبرة أفضل.
مابعتش ؟… أني آسف
لم يحالفك التوفيق في هذا السوق الأولي؟ اهتم بجمع الخبرة من تجربتك واعمل على إعاده التجربة بظروف مختلفة. قد تكون خسرت بعض الوقت في التجربة ولكنه أفضل من أن تخسر الكثير من الوقت لتتعلم ما تعلمته الآن. تطبيقًا لمقولة “Fail fast, fail often” فقد اكتسبت الآن خبره تؤهلك لبناء منتج أفضل في تجربتك القادمة.
